______

لــن اغير العالم ؛؛ ولا احد سيغير عالمي
*مهدي عبده

______

الاثنين، 4 يوليو 2011

رسالة وداع عظيمة




اعتزل الروائي غابرييل غارسيا ماركيز الحياة العامة بسبب معاناته من مرض خبيث، فكتب رسالة وداع إلى أصدقائه انتشرت بسرعة البرق ووصلتني نسخة منها عبر قارئ كريم.
الرسالة ليست نصا روائيا يعده ماركيز ليطبع ويباع ويقدم للجنة نوبل، أنه نص إنساني مؤثر جدا وكثيرا ما نحتاجه في عالم تقطعت فيه السبل والمسافات بين الإنسان ونفسه، وبينه وبين من حوله، أنه نص جدير بالقراءة والتأمل فهو غني بالعبر والدروس، يقول ماركيز في رسالته “ لو شاء الله أن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي، ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله …

لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة واستلقي على الأرض عاري الروح …

للطفل سوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده…
وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان…

لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر … تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه…
تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على أصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد…
تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف…
تعلمت منكم أشياء كثيرة… لكن ، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما سأرتبها في حقيبتي أكون قد ودعت الحياة ، فقل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه…

هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبكم، وأنني لن أنساكم أبداً…
لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسنين … ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم … فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً … كي ترسل لهم أمنية أخيرة…
حافظ بقربك على من تحب، أهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها …

لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الله القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك


__________________