______

لــن اغير العالم ؛؛ ولا احد سيغير عالمي
*مهدي عبده

______

السبت، 26 نوفمبر 2011

عبدالله ثابت



اقراء الان كتب الكاتب المبدع عبدالله ثابت
بدأت بكتاب وجه النائم
(شاليه وغيب ولفائف)





 كتاب ارهابي 20
مراحل تطور زاهي بتفاصيله الفكريه والمكانيه والنفسيه وايصال الافكار بطريقه مباشرة
اسلوب وفكر رائع وبدايات الفصول كانت جميلة جدا


مليئه بالاقتباسات لي عوده لكتابتها




الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

اذكريني

الجمعة، 5 أغسطس 2011

ارواح عارية ..


للكــاتب محمد حــامد


اقتباسات من قراتي

ملامح وجهي مقتبسة من نقطتين متعامدتين وقوس مفتوح للداخل.

*احن الى رسالة !

هكذا اضع عنواني في الماسنجر, وكأنني استجدي من الغائبين لحظة تذكار , ويبدو انا الاماني باتت مرهقه حتى على الاخرين .

*تم تسجيل الخروج بنجاح ..

مللت من كل التفاصيل الصغيره المتناثرة في كل صوت اسمعه , من كل الحكايات التي يتوهم البعض منا وهي عنهم , والحكايات التي تكبر كغيمه ولا تمطر, والحكايات التي تبتر قبل ان تتخلق كامله , من كل الاشياء الناقصه والمواعيد المؤجله والامنيات المعلقه في لوح القدر ولم يحن قطافها بعد .

رائحه المقاهي لم تعد تغريني وثرثرة الفجر بح صوتها , اغلقت النافذه بإحكام على ارواح متكدسه في علبه صغيره , اتوقف عن لعبة الموت ادع الكلمات تكبر في عوالم بعيدة عني , انا لست موجودا اصلا انا كذبة حاول الجميع تصديقها فقط .

*صالة الانتحار ..

..لست هنا ولا احد هنا ولان الجميع حتما لديهم اشياء اكثر اهمية من تمضية الوقت في تتبع خطوات افكاري, لذا دعني احدث ذاتي كما احب .

* ضد معلوم ..

لا ادرك تماما كيف يمكن التعامل مع كل هذه الفوضى .. فالفكرة تموت حين تقال , والحكايات تسجن لحظة ان تحفظ , والكلام يفقد لذته اذا سلبنا صوته , والحياة تضج بالجرائم ولا احد يعترف بانه مذنب ! لذلك انا مجرم لا يعلم كيف يمكن تصنيف جريمته , ولكنها ليست بشعة بالتأكيد .

يتبع ..





الاثنين، 25 يوليو 2011

هل الفن هو الجمال ام التعبير ؟؟

ssd

44×36 سم

الالوان اكريلك + زيت وخامات مختلفه

على كانفس .

عند نظرنا للوحة نرى وجود بقع لونيه باللون الازرق والاخضر والابيض , ونرى انها لونت بطريقة غير منتظمه واقرب للعشواثيه حيث ان ضربات الفرشاه اخذت اتجاهات مختلفه قد تدل على مشاعرالغضب الذي يشعر بها صاحب اللوحه اثناء رسمها , وايضا استخدام المحدد بالون الذهبي لرسم حروف وارقام وخطوط رمزيه

نظرا لاستخدام اللون الاخضر والازرق بكثره في تلوين اللوحه نرى ان اللون الازرق يدل على ان صاحبه يتمتع بصفة الهدوء والسكينه والوقار, قدرات عقليه كبيره, انسان يكره المشاكل ويحب المنطق الهادئ في التفكير والحوار, وكذلك اللون الاخضر الثقه بالنفس التفكير الجيد الاحساس المرهف .

ببساطه نستطيع قراءه الاشخاص من لوحاتهم . .

حيث يستطيع الشخص التعبير واخراج الطاقات باستخدام الالوان والخامات ,هو الغاية من الفن وليس فقط انتاج اعمال ترقى بذائقتنا كمتذوقين

ممارسة الفن متاحه للجميع من فنانين وغيرهم لذالك


وقد عرف الفنان بانه هو "ذلك المبتكر ذو الأفكار الغريبة عن التقليد، فالفنان غالبا ما يكون سابقا لعصره أين ما يضن بقية الناس أنه شبيه بذلك المجنون نظرا لتميز أفكاره. لكنه في الواقع يعتبرأذكى الناس وأكثرهم خيالا وإحساسا. فالفنان هو ركيزة الحضارة والقائد الكفؤ لقاطرة التطور. فدخوله لأي مجال عملى أو علمي قد يحوله من العالم المعقول إلى العالم اللامعقول
. ليو تولستوي الذي عرف الفن باعتباره وسائل غير مباشرة للاتصال من شخص إلى آخر"

اختلفت العصور منذ بدء الفن حيث كان الفنان يتمسك بمبادى ومقاييس لا يستطيع أي فنان ان يخرج منها ومن يحيد عن تلك القوانين يخرج من الفن ويحارب بشده ولاكننا نلاحظ مع تقدم الوقت ظهرت تيارات واتجاهات معارضه وبقوه لتلك القوانين وضربت بها عرض الحائط حيث نرى المدرسة الداديه قد اظهرت الفن بانه تعبير عن المشاعر التي يشعر بها الفنان في لحظة حدوث الحدث الى انتاج قطعه فنيه تعبر فقط عن مايشعر به ولا تمت لقواعد الفن بأي صله , والحضور يكون للتعبير حيث يفكر الفنان كيف يظهره بطريقه قد تكون غير لاىقه بصريا ولا فنيا .

ونرى ان المدرسه الداديه ظهرت كرد فعل ضد الحرب العالميه الاولى وارتبطت باسم الحريه والتعبير عنها بجميع اشكالها وبالاخص التعبير عن البشاعه التي خلفتها الحرب باعمال اخذت من المواقع وعرضت كقطع فنية في المعارض .

وقد قال احد رواد الداديه تريستان تزارا عن هذا الاتجاه

" إن الدادئية لا تعني شيئا "

لكنها في تاريخ الفن لها أكثر من معنى ...و وجود أيضا

"الفنون هي لغة استخدمها الإنسان لترجمة التعابير التي ترد في ذاته الجوهرية وليس تعبيرا عن البرتقال بل عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام و التحرش الجنسى.
فالفن هو موهبة إبداع وهبها الخالق لكل إنسان لكن بدرجات تختلف بين الفرد والآخر. لكن لا نستطيع أن نصف كل هؤلاء الناس بفنانين إلا الذين يتميزون عن غيرهم بالقدرة الإبداعية الهائلة. فكلمة الفن هي دلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية على تعريفة فمن ضمن التعريفات أن الفن مهارة – حرفة – خبرة – إبداع – حدس –محاكاة."

لكنها في تاريخ الفن لها أكثر من معنى ...و وجود أيضاًمع تقدم العصور وصولا الى عصرنا الحالي عصر السرعه ارى ان الفن اتخذ منحى اخر وهو الجنون في التعبير كلما كان الفنان غريبا بفكرته ومجنونا اصبح فنانا . مثل الفنان الخديدي الذي جمع اتجاهين متقاربين الاول الجماهيري الذي هو امتداد للمدرسه الداديه واظهر لنا
اعمال لا نختلف على انها عمل فني كامتذوقين للفن وقد يخالفنا الرأي المحللين والنقاد !!

حيث احضر الفنان الخديدي مجموعه من لوحات المفاتيح ووضعها بلوحه مجمده

أي اظهرهذه الاداه مستخدم طريقة التجميد لحفظها ربما وجده الاسلوب الافضل ليحتفظ بالاشياء مده طويله !!

وايضاً نرى المدرسه الوحشيه

وكان من روادها الفنان هنري ماتيس حيث استخدم الالوان الصريحه وخرج عن قوانين المنظور

وكذلك حدد الاشكال باللون الاسود.

تقول الثقافة البروليتارية : "أعطونا شيئًا من إنتاجنا نحن حتى ولو كان ضعيفًا"،

ويرد تروتسكي : بأن الفن الضعيف ليس فنًا، لذا لا تحتاجه الجماهير.

نحتاج الفن فعلا للتعبير عن مانشعر ولاخراج الطاقات ليس بالضرورة ان يسمى عمل فني وان يعجب به الجميع , حيث نرى لوحات فان جوخ رسمت وعرضت في المعارض وبلغ عددها 800 لوحه ولم يباع منها في حياته الا لوحه واحده


اشواق

المراجع ويكبيديا http://ar.wikipedia.org


الجمعة، 22 يوليو 2011

الخميس، 21 يوليو 2011

السبت، 16 يوليو 2011

الجمعة، 8 يوليو 2011

الأطلال ..






ربمـا تـجمعنـا أقـدارنـا ذات يـــوم بعدمــا عـز اللقاء

فــإذا انكـر خـــل خلــه وتــلاقـيـنـــا لقـــــاء الغربـاء

ومضى كـل إلى غايتــه لاتقـــل شئنـا فـإن الله شاء




الثلاثاء، 5 يوليو 2011

كتاب فيلم





فيلم مجموعة قصصية أولى للكاتب مهدي عبده صدرت في 2011 م
بأسلوب قصصي معاصر يتنوع بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جداًغلاف الكتاب من تصميم الكاتب




كذبك حلـــو..









الاثنين، 4 يوليو 2011

رسالة وداع عظيمة




اعتزل الروائي غابرييل غارسيا ماركيز الحياة العامة بسبب معاناته من مرض خبيث، فكتب رسالة وداع إلى أصدقائه انتشرت بسرعة البرق ووصلتني نسخة منها عبر قارئ كريم.
الرسالة ليست نصا روائيا يعده ماركيز ليطبع ويباع ويقدم للجنة نوبل، أنه نص إنساني مؤثر جدا وكثيرا ما نحتاجه في عالم تقطعت فيه السبل والمسافات بين الإنسان ونفسه، وبينه وبين من حوله، أنه نص جدير بالقراءة والتأمل فهو غني بالعبر والدروس، يقول ماركيز في رسالته “ لو شاء الله أن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي، ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله …

لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة واستلقي على الأرض عاري الروح …

للطفل سوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده…
وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان…

لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر … تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه…
تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على أصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد…
تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف…
تعلمت منكم أشياء كثيرة… لكن ، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما سأرتبها في حقيبتي أكون قد ودعت الحياة ، فقل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه…

هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبكم، وأنني لن أنساكم أبداً…
لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسنين … ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم … فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً … كي ترسل لهم أمنية أخيرة…
حافظ بقربك على من تحب، أهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها …

لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الله القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك


__________________

السبت، 2 يوليو 2011

اقراء الان






طفولــــة قلب - سلمان العــوده

ثرثرة وشوية حكي - فهد المهوس


الاثنين، 20 يونيو 2011

انطوان تشيخوف



طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير، يعد من كبار الأدباء الروس كما أنه من أفضل كتاب القصه القصيرة
على مستوى العالم. كتب عدة مئات من القصص القصيرة وتعتبر الكثير منها ابداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها أعظم الأثر على دراما القرن العشرين. بدء تيشيخوف الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو ولم يترك الكتابة حتى أصبح من اعظم الادباء وأيضا استمر في مهنة الطب وكان يقول "ان الطب هو زوجتي والادب عشيقتي"














الخميس، 16 يونيو 2011

كراكيب الكلام

لم يَعُدْ يُجْدِي أسفٌ.

ما مضى
لن يُستعادْ
والقليلُ الذي تبقَّى
لا يستحقُّ عناءَ
الخطواتِ.

يا قلبي العاطل عن العالم


أيُّها المعطوبُ بعشقِ
مدينةٍ كانت عبثًا حلُمْنا وحاولْنا
وأحببْناها.

الرسائلُ لم تَصِلْ

والمطرُ يمحو ملامحَنا.

"الوداع"

يا لِوَقْعِها

حين تُذْرَفُ هكذا
فاصلةً بينَ فراغينِ
في سياقِ المطر.

سوزان عليوان*



الثلاثاء، 14 يونيو 2011

جبران خليل جبران ومي زياده


• واحدة من أغرب القصص التي يمكن أن تمرّ على هذه الأرض. كان هناك امرأة اسمها "ميّ" في مدينة اسمها القاهرة، أخرجت ورقاً وكتبت رسالةً تبدي فيها إعجابها بما يكتبه رجلٌ اسمه "جبران" يعيش في نيويورك. كان هذا في عام 1912 ، واستقبل جبران الرسالة وأجاب عليها برسالة أخرى، وأرفق مع رسالته روايته التي سماها "الأجنحة المتكسرة".
• عادت فكتبت له، وعاد ليجيبها، ثم أرسلت.. وهو أرسل، وبعد تسع سنين من الرسائل، أعني في عام 1921 فكرت أن تبعث "ميّ" بصورتها لجبران، وفعلت. جاءته الصورة فأخرج قلماً من الفحم ورسمها، وأرسل إليها رسمته. صارا في البدء صديقين عبر كلمات الرسائل، ومع الكلمات.. كلمات الرسائل المتوالية صارا حبيبين، ميّ أحبت جبران، وجبران أحبها، كان هذا كله قبل الإيميلات والماسنجر، كان هذا أيام الورق وسعاة البريد والصناديق!.
• استمرا في هذه المراسلة تسعة عشر عاماً، وقعا في فخّ الخيالات الجميلة، تبادلا كل الحب الجارف، تألما واشتاقا، وتشاكيا من الوجود والغربة. تسعة عشر عاماً من الرسائل والحب.. دون أن يلتقيا لمرةٍ واحدة. ومات الاثنان دون لقاء، تاركين خلفهما أسمى عذابات الورق والحلم، وأعمق ما يمكن أن يكون في اثنين من عذوبةٍ مفرطة.
• مرة كتبت "مي زيادة" رسالة، قالت: "ما معنى هذا الذي أكتبه! إني لا أعرف ما معنى ما أقوله، لكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب". وصلت الرسالة ورد عليها "جبران خليل جبران. قال: "ما أغرب ما تفعله كلمة واحدة في بعض الأحيان، إنها تحوّل الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت! تقولين إنك تخافين الحب، قولي لماذا تخافينه؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مدّ البحر؟ أتخافين طلوع الفجر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لماذا يا ترى تخافين الحب؟!".

• "نحبهم.. لكن لا نقترب منهم، فهم في البعد أحلى، وهم في البعد أرقى، وهم في البعد أغلى، والبعض نحبهم، ونسعى كي نقترب منهم ونتقاسم تفاصيل الحياة معهم، ويؤلمنا الابتعاد عنهم، ويصعب علينا تصور الحياة حين تخلو منهم، والبعض نحبهم ونتمنى أن نعيش حكايةً جميلةً معهم، ونفتعل الصدف كي نلتقي بهم، ونختلق الأسباب كي نراهم، ونعيش في الخيال أكثر من الواقع معهم.. والبعض نحبهم لكن بيننا وبين أنفسنا فقط، فنصمت برغم ألم الصمت، فلا نجاهر بحبهم حتى لهم، لأن العوائق كثيرة، والعواقب مخيفة، ومن الأفضل لنا ولهم أن تبقى الأبواب بيننا وبينهم مغلقة!"، وهكذا بقيا خلف بابيهما المغلقين تسعة عشر عاماً، ويبدو أنه هكذا تكلم جبران عن ميّ!.

بقلم عبدالله ثابت
2011-06-14




الاثنين، 13 يونيو 2011









نحت







حنا مينه: لدى رغبة وحيدة أن أموت أو أجد من يقتلني



حاورته فى دمشق: سعاد جروس

٢٥ أيار (مايو) ٢٠٠٦


الطريق إلى منزل حنا مينه يتطلب صعود ما يشبه تلة. ثمة هواء نقي يشكل متنفسا لبحار الرواية السورية، وكأنه في ابتعاده عن مركز المدينة، يستعير بقعة فسيحة يرتاح فيها من الضجيج والتلوث، على طرف مساكن «برزة».

منزل بسيط، يشبه إلى حد بعيد صاحبه، الذي أمضى عمره يكتب عن الفقراء والبحر. إلا أن بساطة حنا مينه ليست متأتية من فقر، فهو لا يفتأ يكرر جملته: «أربح الكثير وأصرف الكثير». ومن يطأ عتبة بابه، لا بد يدرك معنى هذه الكلمة، من حسن الاستقبال إلى كرم الضيافة.

«لا قيمة لشيء سوى الكلمة»، هكذا قال لنا حنا مينه حين احتد الحوار، ونحن نجالسه في مكتبه الصغير تتناثر حوله كتبه وحاجياته: «أهم شيء عندي الكلمة، أنا لم أكتب يوماً حرفاً لم اقتنع به، ولا أكتب للسلطة». عشقه للكلمة جعله يتأنق بها، فتدفقت في رواياته سلسلة، تؤدي رقصتها الشعرية برشاقة نادرة. كتب عن نفسه وعائلته التي تشردت من لواء اسكندرون.. عن والدته ماريانا ميخائيل زكور، قبل أن يمخر عباب الرواية مواجهاً عين العاصفة، أبطاله من لحم ودم، نراهم حيث تلفتنا؛ قبضايات وشجعان، فقراء المال وأغنياء النفس، بطلاته عاهرات الجسد عزيزات الروح. كتب عن العوالم السفلية للمرافئ ومدن الساحل المفتوحة على أهوال البحر، وانتقم لطفولته البائسة، ولأخواته الخادمات، انتقم للقهر والتشرد الذي لقيه في ميعة الصبا، لكنه انتقام المحب المتعاطف، لا الحاقد الناقم.

ها هو الآن يعيش سنته الثانية بعد الثمانين، ويقول وكأنه يتحدث عن شخص آخر: «حنا مينه، هذه الأيام، يتذكر ماضيه وأخواته». هذا الماضي يعرفه كل من قرأ رواياته التي سعى من خلالها إلى إبراز الوجه الإنساني في عوالم تنتهك فيها الحقوق الإنسانية وينحطّ البشر. هذا سر الشغف برواياته التي لا تزال على قوائم الكتب الأكثر مبيعاً محلياً وعربياً. أكد مينه دائماً، وها هو يقول لنا من جديد، إنه مرتبط بعقد مع «دار الآداب»، ورواياته تدر عليه مالاً وفيراً، ينفقه بالكامل، ولا يحتاج إلى شيء سوى معرفة: «ما الذي أريده من الحياة؟! لغاية الآن لا أعرف ماذا أريد؟! رغم بلوغي أرذل العمر»، ويتابع «لدي رغبة وحيدة هي أن أموت أو أجد من يقتلني، وأنا مستعد لدفع نصف مليون ليرة سورية مكافأة لمن يقتلني». الأمر يبدو لنا عبثياً فنبدي استعدادنا لنشر إعلان يقول: «حنا مينه يبحث عن قاتل يخلصه من نفسه»، هذا إذا لم يتراجع عن رغبته. ينتفض حنا مينه ويغضب من قولتنا هذه ويجيب: «حنا مينه لم ولن يتراجع أبداً عن كلمة يقولها».

لم يتوقف حنا عن الكتابة، له في كل عام رواية جديدة، آخرها كان «الذئب الأسود». يأتي قراؤه بالعشرات إلى معرض الكتاب السنوي في دمشق ليحصلوا على رواية ممهورة بتوقيعه وبضع كلمات يعتبرونها أثمن ما تحتويه مكتباتهم، رغم ما يوجه إليه من نقد لاذع، حول تكرار نفسه في السنوات العشر الأخيرة. فمنذ بدأ العمر يتقدم به نحو العقد الثامن، لم تعد علاقته بالعالم الخارجي كما كانت، بات يمضي جل وقته في المنزل بعدما غادر عمله في وزارة الثقافة منذ عدة سنوات، عدا ظهر يوم الخميس حيث يقضي بضع ساعات في مقهى البرازيل بفندق الشام، يلتقي الأصدقاء والصحافيين الذين يستقبلهم في بيته أيضاً.

يحدثنا مينه عن صحافي نشر معه حواراً كاملاً، دون أن يلتقي به.. يضحك مستهزئاً: «أنا أتفهم لماذا يفعلون هذا، يعتقدون أنه لا بد له من إجراء حوار معي وحين لا أعطيهم حواراً، يجرونه وحدهم». نعلق منتهزين الفرصة: «عندما ننشر حوارنا معك لا تقل إنك لا تعرفنا». مع أن زيارتنا لشيخ الرواية لم تكن لغايات صحافية، لكن إغواء الكتابة عن عالم هذا المبدع يكاد لا يقاوم.

يتنهد قليلاً ويجيب واصفاً نفسه: «حنا مينه طويل البال، عندما أصدرت دار الحوار للنشر كتاباً يقول إنني سرقت حكاية بحار، أشار علي الأصدقاء برفع دعوى قضائية، لم أفعل لأني طويل البال. هناك شاعر صرف خمساً وعشرين سنة وهو يشتمني، وعندما لم يجد فائدة من ذلك جاء الى في بيتي، فاستقبلته وقبلته. كانوا يقولون حنا كافر، وأنا أقول لا يوجد إنسان كافر، كل واحد يؤمن بشيء، الشيوعيون أيضاً لديهم قضية يؤمنون بها».

يرشف من فنجان القهوة ومن كأس بجوارها. لم يكن فنجان القهوة هو ذاته الذي أخبرنا في مرة سابقة أنه فنجان قهوة أمه الذي ما زال يحتفظ به منذ خمسين عاماً، نسأله عنه فيجيب: «إنه في المتحف، انكسر ورممته ووضعته في الفيترينا، كان لدي أحلام كبيرة كان همي إقامة متحف بحري».

لكن رواياتك هي خير من وثق حياة البحر والمرافئ، يقاطعنا: «ما نزلت البحر إلا والعواصف هائجة».

على طاولة صغيرة احتلت زاوية جانبية من غرفة المكتب المكتظة بالكتب واللوحات والصور التذكارية والعائلية، اصطفت علبتا دخان احداهما وطنية؛ تبغه المفضل، والأخرى فرنسية، الى جانب فنجان القهوة وكؤوس ماء وشراب. يستل سيجارة ليشعلها، ونسأله: كم علبة تدخن في اليوم؟ يجيبنا: «الذي يسكر لا يعد الأقداح». نعاود ونسأله: لماذا تدخن نوعين من التبغ في وقت واحد. يقول: «لأني مجنون... رزقت أمي بثلاث بنات كن في ذلك الوقت ثلاث مصائب، فطلبت من ربها أن ترزق بصبي كيف ما كان يكون، فجئت أنا هكذا كيفما اتفق».

تعيّن على الطفل الذي جاء الى الدنيا كيفما اتفق عام 1924 أو بالخطأ، كما يعود ويؤكد، أن يهاجر مع عائلته من اللاذقية الى مدينة السويدية في لواء اسكندرون، ومن ثم الى الريف ليدخل في الثامنة من عمره المدرسة، وينال الابتدائية عام 1936، ويوقف دراسته. لم يكن بالإمكان إرساله لمتابعة تعليمه، بالكاد كان لديه «صندل» ينتعله شتاء، فيما يمضي شهور الصيف حافياً. فالأب كان حمالاً في المرفأ، وأحياناً بائعاً للحلوى أو أجيراً في بستان؛ وكثيراً ما كان يترك عائلته ويرحل بحثاً عن عمل، لتبقى الأم تعاني مع أطفالها من الخوف والجوع، ما اضطر حنا للعمل في سن مبكرة، فاشتغل مثل أبيه حمالاً في المرفأ وكسب قروشاً زاد دخل الأسرة المؤلف من قروش أخرى هي أجرة أخواته، وغلة أبيه. ولاحقاً اشتغل في دكان حلاق، واقتصر عمله على شد حبل مروحة كرتون مكشكشة بالورق الملون لإبعاد الذباب وتجفيف عرق الزبائن.

في الدكان تفتحت مواهبه فاحترف كتابة الرسائل للجيران، كونه الوحيد الذي يفك الحرف في حي «المستنقع» الذي عاش فيه، قبل أن ينتقل من اللاذقية الى دمشق 1947، ويعمل في الصحافة، والأدب وتبدأ رحلة تشرده من أوروبا الى الصين. وكان لأولى رواياته «المصابيح الزرق» عميق الأثر وبالأخص لدى الشباب الثوري.

قلت له: روايتك «المصابيح الزرق» كانت أول رواية سورية أقرأها، و«بقايا صور» أثرت في كثيراً، لكن الرواية التي أبكتني هي «الربيع والخريف» حين وصفت نكسة حزيران. علق على كلامي: «أما أنا فالرواية التي أبكتني كثيراً هي «حمامة زرقاء في السحب» إنها قصة ابنتي التي أصيبت بالسرطان، وأخفيت الأمر عن أهلي لمدة عامين، عندما أخذتها للعلاج في الخارج، قالت لي: لا أريد ان اضيع مستقبلي..». لا يخفي حنا مرارة الذكرى ولا تلك الدموع التي خطرت على شفير الجفون، تهدج صوته برعشة حزينة: «لم اعرف ربي إلا عندما شال ابنتي سنة 1982...». تعثرت الكلمات في فمه. حاولنا الهرب من ذكرى مؤلمة عاودته إلى الحديث عن بناته الثلاث سلوى وسوسن وأمل، طبيبتين ومهندسة، متزوجات ولا ينقطعن عن زيارته. ثم سألناه عن وحيده الممثل سعد مينه، الذي استقل في بيت آخر استعداداَ للزواج، جميع أفراد العائلة حوله مع زوجته الطيبة مريم التي لم تفارقه أبداً، «البيت حوله ممتلئ دائماً، إلا ان حبي الأكبر لسعد، الدنيا ليس فيها سوى سعد».

نسأله عن الأصدقاء فيتحدث عن لحظة تلقيه نبأ وفاة محمد الماغوط: «كنت مستلقياً بعد الظهر حين رن الهاتف هرعت لأستطلع من المتصل، جاءني صوت مراسلة صحافية، تخبرني أن الماغوط توفي، فأجهشت بالبكاء غير مصدق، فقالت لي دع البكاء لوقت آخر أعطني الآن تصريحاً صحافياً!! محمد صديقي، أحبه كثيراً، سألته إن كان يقبل أن أرشحه لنيل جائزة، وكان عنده أنفة وعزة نفس، قال لي: لا ترشحني إذا تذكروني كان به. وفعلاً تذكروه ونال جائزة، الله يرحمك يا محمد».

تداعت الذكريات لتصل إلى نزار قباني فترحم عليه مردداً قول بدوي الجبل فيه «إنه آخر سيف دمشقي معلق على الجدار»، كما مر على ذكر المرحوم القصاص البارز سعيد حورانية فوصفه بـ«الزكرت» (أي الشهم). ثم سألناه عن الأحياء وقصته مع اتحاد الكتاب. فرمقنا بنظرة من خلف دخان سيجارته قبل أن يعود ويطرق بنظره: «أنا أسبح في السياسة كما تسبح السمكة في الماء. لقد انسحبنا من الاتحاد أنا وسعد الله ونوس من أجل أدونيس. كان همه الحصول على جائزة نوبل ومستعد لأي شيء من أجل ذلك».

يشرد قليلاً، ويعيد ممازحاً، كلاماً لسعيد عقل سمعه منه مستحضراً نبرة صوته الأجش: «إلياس أبو شبكة قال عنك إنك عبقري؟ ولذا لم أزره بالمستشفى، لأن ليس هناك سوى عبقري واحد هو سعيد عقل. أنت يا حنا تستحق جائزتي، لكنك سوري. يتبع كلامه بضحكة قصيرة: أحب سعيد عقل».

يتشتت الحديث مع ندف الذاكرة، وتحضر الأسماء والشخصيات لأكثر من ساعتين كانت خارج سياق المألوف، في تدفق حر وعفوي لمبدع لم تهدأ جذوة الثورة في أعماقه، كذلك لم تخل استشهاداته من أبيات شعر للمتنبي، لنصل الى سؤال مزمن يلقى على مسامعه، من قبيل المزاح أو الجد، وهو كيف يكرر دائماً أنه لم يحب امرأة في حياته، ورواياته تعج بالمغامرات العاطفية؟ ينتفض متحديا: «حنا لم يحب في حياته...».

لكن هناك نساء أحببنك؟

«هذه هي البلية... أنا حساس تجاه المرأة! لو أنني كنت حساساً وقادراً، شيء جيد. لقد كتبت بجرأة وعلَّمت الجرأة. أسهل طريقة للتحرر من الخطيئة، هو الاعتقاد بأن كل ما نفعله بصدق هو أخلاقي».

مضت ساعات اللقاء، وكأنها لفرط متعة الصحبة لم تكن سوى لحظة، ودعناه وفي النفس توق للبقاء. وعلى طريق العودة كان في البال بعض من أشعار رددها على مسامعنا:

أحمامة تبكي على الصيف

المودع أم علينا

كنا الملوك على الشباب

وكانت الدنيا إلينا

كنا الغصون الخضر

في كف الملاحة والتوينا.

نقلا عن جريدة: الشرق الأوسط



_________

الأربعاء، 1 يونيو 2011

كيف تقرأ كتاب ؟؟















**************

الاثنين، 30 مايو 2011

الاثنين، 23 مايو 2011

ذاكرة الجسد














رابط تحميل روايه ذاكرة الجسد احلام مستغانمي














*******************